لاسلام ولاعلام نقلة

ليس جديدا لو قلنا، أن الإعلام سلاح فعّال لكل من يعرف كيف يستخدمه. فإن قيمته تبرز من خلال قدرته على توجيه الرأي العام نحو مسلك معين، أو مفاهيم خاصة. وهذا يتضح فيما تقوم به المؤسسات الإعلامية العالمية اليوم، فهي تقدم مادة إعلامية موجهة بشكل لا مراء فيه، سواء كانت تلك المادة خبراً صحفياً، أو فيلما، أو نقلا تلفزيونيا لأحداث مباشرة وغير مباشرة، كالبرامج، والحفلات، والتقارير، وما إلى ذلك. وفي تلك المواد يتم تمرير الأفكار والمعتقدات، ويُدفع جمهور المتلقين نحو الهدف الذي يريده صاحب الإعلان، أو القائم على الوسيلة الإعلامية.

هذه مقدمة للسؤال: أين هو (الأعلام الإسلامي) من هذا؟ وهل هو غياب، أم ضعف؟

والذي نريده هو إعلام يحمل هدفاً إسلاميا نبيلا، وهو المحافظة على قيم المجتمع المسلم، وصورته النقية، أمام هذا الطوفان الإعلامي العالمي، الذي يحمل من الغث أكثر بكثير مما يحمله من السمين.

لهذا، فالإعلام الإسلامي معني بتلمس احتياجات المجتمع المسلم، بتقديم ما يجب ويحسن تقديمه، وتجنيبه عن كل ما فيه ضرر، أو يخالف أمراً من أوامر الله التي انزلها على رسوله الكريم صلوات الله وسلامه عليه. والمسلمون بشر لهم احتياجاتهم الحياتية التي كفلها الله لهم. وهذه الاحتياجات تقدم في الوسائل الإعلامية العالمية اليوم من منظور غربي الطابع والهوى، وعالمي المسمى. والذي نريده نحن المسلمين أن تكون لنا مؤسساتنا الإعلامية التي تقدم لنا تلك الاحتياجات، وفق منهج الشريعة الإسلامية. نريد ما يحلّ لنا، ولا نريد ما يحرم علينا. وهذا (الهدف) إذا لم تنشده المؤسسات الإعلامية الإسلامية، وتسعى لتحقيقه، فلن تطرقه المؤسسات العالمية تلك وهي ليست معنية به. ونتجاوز هنا، التطرق لمحاولات بعض المؤسسات الإعلامية العالمية الإضرار بصورة الإسلام والمسلمين التي تمارس اليوم في الرسوم المسيئة، وفي الأفلام الهوليودية، وحتى وصل الأمر إلى العاب الفيديو، وأفلام الكرتون.

والإجابة عن السؤال الفائت (أين الإعلام الإسلامي؟) هي قصيرة جداً، وهي أن هذا الإعلام (موجود)؛ والمحاولات للنهوض به قائمة، والجهود مبذولة، والكفاءات متوفرة، وكل الذي ينقصه هو الدعم المالي الكافي للنهوض بمسؤولياته المرجوة تلك، وهذا ليس أمراً مستحيلا، أو صعباً، بل هو يسيراً جداً وكلّ مسلم قادر، قبل أن يكون ملزم، على المساهمة بما تجود به نفسه في نهوض تلك المؤسسات الإعلامية الإسلامية. خدمة للإسلام وللمسلمين، من باب (التعاون على البرّ والتقوى)، ومن باب (جهاد الكلمة)، و(الدعوة في سبيل الله). وكذلك دفعاً لحق الله في المال الذي استودعه الله عنده، يوم يسأل المرء عن ماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه. فأحرص أخي المسلم على التبرع لتلك المؤسسات الإعلامية الإسلامية القائمة، أو بالمساهمة في إنشاءها، أو تطويرها، أو شراء قنوات تلفزيونية، أو إذاعية أو صحف، وكل يحاسب على قدر ما عنده. والأمر لا يقف عند هذه الأفكار ولكنه يمكن أن يبتدئ منها.

خلف العبدلي